أخبار عاجلة

20 صورة ترصد حضور دبلوماسيين وأجيال تشكيلية في معرض رضا عبد السلام بجاليري ضي الزمالك

20 صورة ترصد حضور دبلوماسيين وأجيال تشكيلية في معرض رضا عبد السلام بجاليري ضي الزمالك

شهد جاليري ضي الزمالك، مساء اليوم الأحد، افتتاح معرض الفنان التشكيلي الأستاذ الدكتور رضا عبد السلام “رحلتي بين التجريب والتجديد”، بحضور أجيال متعددة من الفنانين التشكيليين وطلاب الفنون الجميلة، ويستمر لمدة شهر.
حضر الافتتاح السفير حازم رمضان قنصل مصر العام السابق في جدة، و حرمه الفنانة الدكتورة نيفين درويش، والفنانة ابتسام زكي عبد الرحمن حرم السفير أسامة العشيري مساعد وزير الخارجية السابق، والفنان طارق الكومي نقيب التشكيليين، ورئيس اتحاد التشكيليين الفلسطينيين الدكتور عصام حلس، والفنانون الكبار سامي البلشي و صلاح حماد و أحمد الجنايني و صفية القباني و وليد عبيد و حكيم جماعين و مراد درويش و شمس القرنفلي و السيد عبده سليم و أسماء الدسوقي، والدكتور محمد هشام قنديل رئيس مجلس إدارة أتيليه العرب للثقافة والفنون، والمهندس أسامة قنديل مدير جاليري ضي.
ويتيح المعرض أعمال الفنان الكبير رضا عبد السلام مقترنة بعدة فعاليات، يوميا من الساعة الحادية عشرة صباحًا حتى التاسعة مساءً بشارع حسن عاصم بالزمالك، ليقدّم للمتلقي تجربة بصرية تجمع بين الفكر والمادة، وتعيد تعريف العلاقة بين الجمال والبيئة في الفن المصري المعاصر.

وقال الناقد التشكيلي هشام قنديل، إن المتتبع لتجربة الفنان الكبير رضا عبدالسلام علي مدار نصف قرن، يكتشف بسهولة أنها متجددة دائما، تنمو كما ينمو الكائن الحي، منفتحة علي الجديد،
وهي في الوقت ذاته تضيف إلى ثرواته التشكيلية ثراء نوعيا مستمدا من احتكاكه بالواقع المعاصر وقضاياه، حيث تتسع الرؤية والهموم الفنية التي يعبر عنها العمل الفني سواء في الشكل أو المضمون.
وتابع قنديل: إذا نظرت إلي أعمال رضا عبدالسلام تستطيع كذلك أن تميزها عن غيرها بسرعة وتلقائية، ذلك أنه يبحث منذ بداياته عن صور جمالية جذابة تتميز باستيحاء واستلهام البيئة والطبيعة، وذكريات طفولته وصباه في مدينة السويس الباسلة، بعيدا عن التقريرية والصوت العالي، مبتعدا عن التكرار والتماثل الذي يفقد اللوحة المغامرة في خلق عالم تشكيلي جديد يفجر الواقع ويكشفه، وينجلي هذا في معرضه حيث يطرح قضايا جمالية جديدة ذات حساسية مختلفة، تقوم في نفس الوقت علي أسس فنية، منها إعادة تدوير الذاكرة نفسها، والذاكرة هي سلاح هام تفجر الحاضر وتنحو باتجاه المستقبل، من خلال ما وقع تحت يد الفنان من أشياء قديمة ولوحات مهملة، فضلا عن مكنونات في ذاكرته وذاكرة المجتمع ككل.
أضاف قنديل: كما تنجلي قدرة رضا عبدالسلام التشكيلية في استخدام تركيباته الجديدة وإعادة صياغته للأشكال من جديد وعلاقة هذه الأشياء بالواقع، فقد استطاع ببراعته وقدراته أن يكون سباقا في اكتشاف أبعاد جديدة للوحة،والانتقال من الموقف التقريري إلي لغة الدهشة والحلم، بنزوعه الدائم إلى التجريب والتجديد والحركة، بالإضافة إلى قدرته الفائقة على تفكيك مفردات الواقع وإعادة صياغته من جديد، وتظل إثارة الدهشة، من أبرز سمات رضا عبد السلام، وهو في ذلك يعمد إلى تحري فلسفته الخاصة، بحيث يكون الصور من فتات الواقع، مع إعادة صياغتها وخلق حالة تشكيلية جديدة.
واختتم قنديل مؤكدا أن هذا المعرض يحمل إضافات جديدة في الشكل، بطريقة غير متعارف عليها، مع تحرير للوحة من اعتياديتها وتقريراتها، مبتعدا عن الرتابة بطريقته الخاصة وحساسيته، ومهما تمرد و جدد ستظل أعمال رضا عبد السلام ساطعة و لا تخطئها العين أبدا، لسبب وحيد ووجيه، أنها تحمل خصوبته وخصوصيته في آن واحد.
يشكل معرض الفنان الدكتور رضا عبد السلام تجربة فنية وفكرية ترصد مسيرته الطويلة في البحث عن أشكال جديدة من التعبير البصري، وتسلّط الضوء على مفهوم إعادة التدوير والاستدامة الجمالية كاتجاه معاصر في الفنون التشكيلية.
ويقدم المعرض مجموعة من الأعمال التي تمثل محطات مختلفة من رحلة الفنان رضا عبد السلام، بين القديم والجديد، التجريب والتجديد، المادي والفكري، حيث يوظف الخامات المستهلكة والمواد المعاد تدويرها ليخلق منها أعمالًا تحمل طاقة جمالية ومعنًى بيئيًا في آنٍ واحد و تجمع بين الجرأة في التكوين والتنوّع اللوني، وتعكس سعيه المستمر إلى التجديد في أدوات التعبير، مع الحفاظ على بصمته الخاصة التي تنطلق من الواقع المصري بكل ما فيه من رموز بصرية وشعبية، وتتحول عبر خياله إلى تشكيلات إنسانية وحلمية مفعمة بالحركة والإيحاء.
ويرى الفنان رضا عبد السلام أن الفن لم يعد مجرد وسيلة للتعبير الجمالي، بل أصبح مسؤولية تجاه البيئة والمجتمع، وهو ما جعله يسعى — كما يوضح — إلى تحويل “عديم النفع” من الأشياء اليومية إلى أعمال فنية نابضة بالحياة والدلالة، تمزج بين مهارة الحرفة ووعي الاستدامة.