في السادس عشر من أغسطس، يتزامن عيدان عظيمان في تاريخ الشعب الكردي: ذكرى تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ، وميلاد القائد الأسطوري مسعود بارزاني، الرجل الذي أصبح رمزاً للكفاح، والصبر، والتضحية من أجل حقوق شعبه وحريته.
الزعيم الذي صنع التاريخ
مسعود بارزاني ليس مجرد اسم، بل هو إرث من النضال والقيادة الحكيمة. حمل الرجل منذ صغره راية الدفاع عن حقوق الأكراد، متأثراً بمسيرة والده الخالد الملا مصطفى بارزاني مؤسس الحزب الديمقراطي الكردستاني ، ليكمل المسيرة بقلبٍ لا يعرف الخوف، وعقلٍ استراتيجيٍّ فذ.
صفات القائد الاستثنائي:
ما يميز الزعيم بارزاني هو تواضعه وشجاعته ؛ فبالرغم من كل المناصب والمسؤوليات، ظل قريباً من شعبه، يسمع همومهم، ويشاركهم أحلامهم. كان دائماً صوت الحكمة في أصعب اللحظات، يؤمن بالحوار والسلم، لكنه لا يتنازل عن حقوق شعبه.
الحزب الديمقراطي الكردستاني: حزب الشعب
تأسس الحزب في ١٦ أغسطس ١٩٤٦ ليكون منارةً للديمقراطية وحقوق الأكراد. تحت قيادة بارزاني، تحول الحزب إلى مدرسة للنضال السياسي والكفاح ، يجمع بين التقاليد الكردية الأصيلة ومبادئ الديمقراطية العصرية. كان بارزاني يؤمن بأن المستقبل يُبنى بالوحدة والإصرار ، وها هو الحزب اليوم يمثل أكبر قوة سياسية تدافع عن حقوق الأكراد في العراق والعالم.
دوره في الدفاع عن مستقبل الأكراد:
لم يكن نضال بارزاني من أجل الحاضر فقط، بل من أجل أجيال قادمة تحيا بكرامة. قاد المعارك السياسية ببراعة، وحوّل كردستان إلى نموذج للاستقرار النسبي في منطقة مضطربة. كان يردد دائماً: “نحن لا نريد الحرب، لكننا لن نقبل الظلم” ، وهذا هو جوهر فلسفته.
تحية للقائد الذي ألهم الملايين
اليوم، ونحن نحتفل بذكرى تأسيس الحزب وميلاد القائد، نرفع تحية إجلال لهذا الرجل الذي جسد معنى القيادة الحقيقية. لقد علمنا بارزاني أن الحرية لا تُوهب، بل تُنتزع بإرادة الشعب ، وأن القائد الحقيقي هو من يترك أثراً في القلوب قبل التاريخ.
لك يا بارزاني.. تقدير الشعوب المحبة للسلام والإنصاف، لمواقفك الشجاعة، ولإيمانك الراسخ بعدالة القضية الكردية. ستظل رمزاً خالداً في ذاكرة الأمة الكردية، وستبقى كلماتك نبراساً للأجيال القادمة.