أخبار عاجلة

شيركو حبيب يكتب: الوحدة الوطنية لا تصان هكذا يا سادة

الوحدة الوطنية لا تصان بالتهديدات و لا الاتهامات الباطلة ضد مكون أساسي في بلد كان ضحية الأطماع و المصالح الاستعمارية منذ تأسيسه، وهو العراق، فالدولة الناشئة في بداية العشرينات القرن الماضي، لم تكن كردستان ضمن خارطة حدودها التي تم ترسيمها دون إرادة جميع مكوناتها.
لهذا؛ نرى ما جرى ويجري في العراق خلال العقود الماضية حتى الآن ، ورغم الظروف التي مرت بالبلد، إلا أن الشعب الكردي كان في طليعة المناهضين للاحتلال البريطاني خلال ثورات بارزان، و في الستينات خلال ثورة أيلول عام ١٩٦١ بقيادة الزعيم الخالد مصطفى بارزاني، وكانت ثورة كل العراقيين بمختلف القوميات والمذاهب، ومن ثم ثورة گوڵان التي دافعت عن جميع من يحكمون العراق اليوم.
العراق بعد العام ٢٠٠٣، كانت جبال و سهول و وديان كردستان ملجأ آمنا لهم، وبعد العام ٢٠٠٣ لولا الكرد لما مر الدستور العراقي في التصويت، و لولا الكورد لما شكلت حكومة، فبعد وصول البعض إلى السلطة قاموا بمعادة الشعب الكردي دون سبب و سند دستوري أو قانوني، لم يكتفوا بذلك بل قاموا بنهب أموال العراقيين في الوسط و الجنوب ولم يقدموا أية خدمات لمواطني تلك المناطق فأصبحت مهجورة، حتى مدينة البصرة أغنى مدينة في العالم كانت تشكو غياب أبسط الحقوق، مياه الشرب، وأصبحت مدن تلك المناطق كمدن الأشباح.
كانوا يدعون أن واردات البصرة تذهب إلى كردستان، وهذه كذبة لكي يغفلوا أهل تلك المدن، لأن واردات هذه المناطق لم تنفق على كردستان، حتى في العهد البائد واردات كردستان كانت لشراء الأسلحة لتدمير الإقليم.
الآن؛ هؤلاء بلا مسؤولية سوى تلفيق الأكاذيب، لم يسألوا الحكومة الاتحادية لماذا تقطع ميزانية الإقليم منذ العام ٢٠١٤، وأين هذه الواردات فحتى الآن لم ترسل واردات كردستان، وحتى هذا الشهر لم يرسلوا تمويل رواتب موظفي الإقليم ليضيعوا على ستة ملايين مواطن فرحة العيد .
رغم التصريحات الكاذبة لهؤلاء الذين أصبحوا ألعوبة بيد أطراف خارجية، فكردستان اليوم تضاهي مدنا عالمية من حيث الخدمات و الأمان .
إن بعض الأطراف والميليشيات المسيطرة على الحكومة العراقية المنتخبة تحاول عرقلة حل الخلافات بين بغداد و أربيل حسب الدستور و الاتفاقيات.


وأصدرت وزارة التخطيط العراقية إحصائية، حسب المسح في بغداد وأربيل من قبل هيئتي الإحصاء بالتعاون مع البنك الدولي، ظهرت فيها نسبة الفقر في المحافظات الوسطى و الجنوبية، عكس كردستان، لكن يظل التساؤل : أين ذهبت تلك الأموال؟ .
إن التصريحات الكاذبة والبعيدة عن الحقائق لبعض قادة المليشيات لا تخدم العراق و لا وحدته الوطنية، فعندما كان الكرد يدافعون عن العراق كان هؤلاء في أحضان الأعداء، ولكن الطيبين و المخلصين من أبناء العراق بكافة مكوناته و مذاهبه لن يسمحوا بمرور أفكاركم الهدامة التي تدعم فرقة وتريد هدم وحدة وطن فيدرالي.

*كاتب وصحفي