عقب تسلمه رئاسة الكابينة التاسعة لحكومة إقليم كوردستان، وأداء اليمين أمام البرلمان، قال مسرور بارزاني في كلمته “بحسب الاستفتاءات، فإن المطلب الأول للمواطنين هو مكافحة الفساد، ومطلبي أنا أيضا الأول هو مكافحة الفساد وإجراء الإصلاحات، فالفساد ظاهرة مرعبة ولم تصبح ثقافة لدينا بعد”.
واستكمل رئيس الحكومة “بإمكاننا وبدعم من مواطنينا والمؤسسات المعنية وفي وقت قصير أن نقلل من حجم هذه الظاهرة، وأن نضيق الخناق عليها، ونحن نثمن عاليا الخطوات التي تمت تأديتها حتى الآن باتجاه مكافحة الفساد والحد منه، ومن الآن فصاعدا لن يكون هناك أي تسامح مع المفسدين، ولن نتساهل معهم، ويجب أن نحقق رغبة المواطنين”.
بهذه الإشارات الواضحة والوعود الجادة؛ بدأت أعمال الكابينة التاسعة، وفي ظروف لم تكن أفضل للكابينة التي سبقتها، حيث تم قطع الميزانية عن شعب كردستان من قبل الحكومة الاتحادية، ثم حضرت هجمات داعش الإرهابي، ومن بعدها وباء كوفيد 19 الذي شَلَ الحياة في كافة بقاع المعمورة، ورغم كل هذا التحديات استطاعت حكومة الإقليم المضي قدما بأعمالها وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين، رغم الظروف المالية التي مر بها إقليم كوردستان.
الأمن والأمان تلازما مع الحركة العمرانية والبناء المستمر للمكان وقبله الإنسان، ورغم كل المشاكل والخلافات سواء الداخلية أو الخارجية، إلا أن كوردستان تحدت كل هذه المشاكل، لنرى بناء الشوارع والسدود والجسور، وتأمين الكهرباء لمواطني الإقليم على مدار 24 ساعة، والنهوض بالزراعة والصناعة وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في كافة المجالات التي تخدم المواطنين، والانفتاح أكثر على العالم الخارجي وإبرام عقود في مختلف المجالات مع الدول ذات الصلة والشأن.
كل هذه بجهود مسرور بارزاني و فريقه الذين يعملون على مدار الساعة، ولا ننسى دعم و توجيهات الزعيم الكوردي مسعود بارزاني لاستتاب الأمن و نشر التسامح والتآخي و العيش المشترك بين المكونات المختلفة لكوردستان، ومساندة نيجيرفان بارزاني رئيس الإقليم التي كان لها أثر كبير في تقديم الخدمات و المسيرة إلى الأمام.
رئيس مجلس الوزراء مسرور بارزاني يتمتع بكاريزما، وشخصية جادة واضحة تملك إرادة الفعل، حقق هذا التغيير في هذه الأجواء المشحونة بين خلافات مع المركز و تهدئة الأجواء الداخلية، وما قامت بها حكومة الإقليم من أعمال تحت إدارته لخدمة المواطنين في ظروف ما مرت بها كوردستان من قبل، أعمال ندرت مثيلتها في أرقى و أقدم الدول.
لايزال هناك من يغردون خارج السرب؛ لأجل مصالح شخصية أو حفنة من الدولارات، يحاولون زعزعة الاستقرار و زرع بذور الفرقة بين مكونات الإقليم، وينشرون إدعاءات باطلة ضد حكومة كردستان لن يحصدوا معها سوى الخيبة، وقد انكشفت أوراقهم وألاعيبهم التي لا تخدم مصالح الشعب و لا تحل الخلافات بين بغداد و أربيل، فكان أفضل رد عليهم الخدمات و المشاريع التي نفذتها الحكومة.
نظرة سريعة إلى مدن كوردستان تظهر الحقيقة، فقد أصبحت أربيل الآن عاصمة تضاهي العواصم العالمية؛ و ربما تغلب بعضها استقرارا و أمنا، وهي بذلك تضع نفسها على خارطة السياحة والاستثمار الأجنبي معا، بما حققته من عناصر الجذب وخلق مناخ صحي لمواطنيها وقاصديها للسفر أو العيش والاستقرار والاستثمار.
هذه الكلمات ليست ترويجا لحكومة تحدثت إنجازاتها عنها بالفعل، لكنها شهادة للتاريخ تمنح كل ذي حق حقه، ولو أن أي مختلف سياسيا معنا حقق ما فعلته حكومة مسرور بارزاني؛ لكانت نفس كلمات الإشادة، لكن المكاشفة والمصارحة يملكها الشجعان وحدهم، وقد تربوا على مبادئ توارثوها أجيالا تلو أجيال، وها هم يكررون النجاحات كما كرروا تقديم التضحيات في خدمة شعب كوردستان الذي يستحق أكثر؛ وينتظر المزيد، وسيكون القادم أفضل بإذن الله.