أخبار عاجلة

مناقشة التراث المصري والباليه بالأعلى للثقافة

تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وبإشراف الدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، انعقدت ندوة بعنوان: “التراث المصري مصدر الإلهام في أعمال الباليه للفنانين: جمال عبدالرحيم وعزيز الشوان”، والتي نظمتها لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه بالمجلس.

أدارت الندوة الدكتورة حنان أبو المجد، أستاذة التاريخ والتحليل الموسيقي، وعميد الكونسرفتوار السابق.
وشارك بها:
الدكتورة نيفين الكيلاني، وزير الثقافة السابق وأستاذة النقد الفني بأكاديمية الفنون.

الدكتورة سلوى الشوان، أستاذ الميوزيكولوجي بجامعة نوفا بالبرتغال (عن طريق zoom).
المايسترو والمؤلف الموسيقى/ نادر عباسي، المدير الفني والقائد الأساسي لأوركسترا الاتحاد الفلهارموني.
المؤلف الموسيقي الدكتور راجح داود، مقرر لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه.
افتتحت الدكتورة حنان أبوالمجد اللقاء قائلة: لو قررنا التكريم سنكرم كل رموز الجيل الأول، لكننا بصدد اختيار موضوع، فوقع اختيار اللجنة على مؤلفي المسرح والباليه جمال عبدالرحيم وعزيز الشوان، فأعمالهما فيها استلهام للهوية المصرية ومن التراث، مصر القديمة، والتراث الشعبي، إذ ينتمي الفنانان للجيل الثاني للموسيقى المعاصرة، ولكل منهما اتجاه موسيقي مختلف، اشتركا في تعلم العزف على أيدي أساتذة أجانب كانوا مقيمين في القاهرة، ودرسوا على أساتذة أجانب، ولكن دراستهما التخصصية كانت في الخارج، فقد سافر عزيز الشوان إلى الاتحاد السوفييتي وتعرف على طريقة صياغة الموسيقى هناك، ودرس لمدة سنة ونصف في روسيا، ما أسهم في بناء شخصية عزيز الشوان الموسيقية.
وأما الفنان جمال عبد الرحيم فقد سافر إلى ألمانيا، ودرس على يد أساتذة ألمان، فأصبح له اتجاه مختلف، فلكل منهما أسلوب تنصهر فيه الروح المصرية والدراسة التي درسها، وكل منهما درس التأليف الموسيقي، ولكل منهما تلاميذ صاروا من عظماء الموسيقى، إذ إن هناك تنوعًا وثراءً في الموسيقى المصرية، ولكل منهما أعمال كثيرة، نقتصر اليوم على الكتابة للباليه.
كما ذكرت أن كلًّا منهما قد حصل على وسام الفنون، وجائزة وزارة الثقافة، كما أن جمال عبدالرحيم قد حاز جائزة جمال عبدالناصر، وأُنتِج فيلم عنه بوزارة الثقافة.
وتحدثت الدكتورة نيفين الكيلاني عن دورها في باليه إيزيس وأوزيريس، الذي اعتبرته وثيقة لجمال عبدالرحيم قائلة: كم كانت تجربة مميزة لعدة أسباب؛ دراستنا في معهد الباليه إذ كنا نتعلم على الموسيقى الكلاسيكية التقليدية، من خلال الميزان الموسيقي الخاص بها، فكانت تجربة باليه أوزيريس مثل تجربة الطفل الذي يتعلم المشي لأول مرة، وكان تحديًا كبيرًا، لم تكن مشكلتنا في حركات الرقص بقدر ما كانت في الإمساك بإيقاع واحد نستطيع السير عليه.
وأضافت أنها كانت موسيقى غريبة، ما مثَّل تحديًا كبيرًا، إلى جانب أن الحركات من ناحية الأداء كانت أشبه بالرسومات الفرعونية، حركات باليه كلاسيكي ذي طابع فرعوني في الأداء، ونوعية رقص مختلفة وموسيقى جديدة، وكان العرض الأول على مسرح الجلاء سنة 1983، وبعدها بعام أضيف جزآن آخران فصارت 5 لوحات، تحكي كلها معاناة إيزيس بعد أن تعرض زوجها لمؤامرة، بنفس تفاصيل القصة القديمة المعروفة.
وقدمت الدكتورة سلوى الشوان (كريمة الدكتور عزيز الشوان) ورقة بحثية تحت عنوان: “إيزيس وأوزيريس باليه في ثلاثة فصول”، لعزيز الشوان الذي تتميز أعماله بالهوية المصرية والعربية، وكان دؤوبًا على دراسة التاريخ المصري القديم، وكثير من أعماله مستوحاة من التراث المصري القديم.
موضحة أن عزيز الشوان ألف باليه إيزيس وأوزيريس خلال ستينيات القرن العشرين، وسجله عام 1976، وعلى الرغم من عدم تمثيل الباليه فقد كان هناك استعداد لعرضه سواء في مصر أو في ألمانيا، وفي هذا الإطار كان هناك خطة للعرض، وكانت شخصيات الباليه عديدة ومتنوعة، وأما بالنسبة لرؤية الشوان فقد اتبع أسلوبًا جديدًا مستوحًى من النقوش الموجودة على جدران المعابد والمتاحف المصرية القديمة، وأوضحت أن كل مفردات العمل التي أُعدَّت ما زالت موجودة، رغم عدم عرض الباليه على المسرح.
وأعرب المايسترو نادر العباسي عن أسفه لأن المؤلفين المصريين في المجال الموسيقي الأكاديمي مظلومون، وأشار إلى أنه حاول جاهدًا أثناء رئاسته للبيت الفني للمسرح لعرض عرض إيزيس وأوزوريس الذي ألفه عزيز الشوان، ولكن الظروف المادية حالت دون تنفيذه.
وحكى عن ذكرياته مع الأستاذ عزيز شوان، وعن ترشيحه للغناء في دور الجلاد، وعن الظروف التي حالت دون أدائه للدور، كما تناول تجربته كتلميذ للفنان جمال عبد الرحيم، صاحب المعادلة الصعبة، إذ كان يقوم بعمل إيقاع موسيقي متميز لكنه لا يتعدى الثلاثين ثانية، وعن ذكرياته مع العزف الإيقاعي في موسيقى حسن ونعيمة.
وقال الموسيقار الدكتور راجح داود إن الجيل الذي تأسس على يديه كل من جاء حتى اليوم، كان من أهم أقطابه جمال عبد الرحيم وعزيز الشوان، وذكر أن كلّاً منهما عانى من التعسف، ذاكرًا ذلك المجهود الضخم الذي يبذله المؤلفون الموسيقيون وكيف يمكن لمقطوعة موسيقية تستغرق عشر دقائق فقط في عزفها أن تؤلَّف خلال بضعة أشهر.
وأوضح أن هؤلاء الفنانين لم يُكرَّموا بما يستحقون بعد، مناشدًا وزارة الثقافة لتحقيق ذلك، وآملًا من الإعلام المصري أن يمنحهما ونظراءهما اهتمامًا حقيقيًّا، مثلما يحدث مع الفنانين التشكيليين.