شيركو حبيب يكتب: لأجل عراق دستوري فيدرالي.. “الديمقراطي” في بغداد
منذ تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني في 16 أغسطس عام 1946 على يد الزعيم الخالد الجنرال ملا مصطفى بارزاني، رفع شعار “الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان”، ليعبر وقتها عن مطالب الكورد، ويدافع عن حريات العراقيين كافة، في وقت تزامن مع موجات تحرر الشعوب والنضال لنيل حقوقهم.
لم يفهم كثيرون الديمقراطية وغاية المنادين بها، لكن إيمان الحزب الديمقراطي و مؤسسه بالديمقراطية والحصول على الحقوق القومية للشعب الكوردي أمر لا يتحقق إلا في بلد ديمقراطي، واليوم؛ بعد عقود من النضال، أصبحت المفاهيم و التوجهات تختلف عن الأمس، فالشعب الكوردي يطالب بالفيدرالية ضمن عراق ديموقراطي تعددي في ضوء دستور 2005، تحترم مكوناته وقواه السياسية الشراكة و التوازن و التوافق، كما أشار إلى ذلك الزعيم الكوردي مسعود بارزاني.
ربما الفيدرالية أقل ما يطلبه الشعب الكوردي، فمن حقه بناء دولته المستقلة على أراضيه التي يعيش عليها قبل إنشاء العراق بحدوده السياسية الحالية التي ألحقت بها أراضى كوردستان دون إرادة شعبه.
واليوم؛ يتابع الرأي العام العراقي والعالمي ذهاب وفد من الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة السياسي المخضرم فاضل ميراني إلى بغداد، لإيصال وجهة نظر الزعيم مسعود بارزاني و قيادة الحزب، إلى الإخوة في بغداد، والتي تهدف إلى الالتزام بالدستور وبناء دولة المواطنة، مؤكدا لبغداد أن الكورد لم يطلبوا أكثر مما جاء في الدستور، رغم أنه لا يلبي كل ما يتمنونه، وأن الشعب الكوردي عامة والحزب الديمقراطي الكوردستاني بالأخص، أداة استقرار وتحقيق للسلام في العراق و المنطقة.
الشعب الكوردي له الحق أن يكون شريكا حقيقيا مع بقية المكونات في إدارة شؤون العراق، فهو ثاني أكبر شعب مكون للعراق، وعلى الإخوة في بغداد أخذ تصورات ومقترحات وفد الديمقراطي بأعلى درجات الجدية والاهتمام والالتزام بالدستور، ومنها تطبيق المادة 140 التي هي جزء أساسي لاستقرار العراق و تشكيل المجلس الاتحادي و عدم المماطلة بحقوق الشعب الكوردي في الميزانية و المستحقات المالية و الخدمات، فتجاهل الدستور والحقوق القومية و الدستورية والمشروعة للشعب الكوردي لايخدم سوى أعداء العراق، فعلى بغداد استقبال وفد الديمقراطي بما يليق برسالته لأجل مصلحة الجميع و استقرار العراق.
هناك استحقاق انتخابي يجعل قوة التفاوض من قبل الديمقراطي الكوردستاني حاضرة، فما أنجزه الحزب في الانتخابات العراقية عظيم، وما قدمه مرشحوه من برامج و رؤى يبحثون بها عن حقوق كل العراقيين، يجعل تقدير الأمور وفقا لمعطيات السياسة والتاريخ مطلوبا من قبل المتعقلين من القوى السياسية والشخصيات الرصينة المتزنة، وقد شهدوا وأشادوا برؤية الزعيم مسعود بارزاني وتكاملها مع مقاصد الدستور الذي توافق عليه العراقيون.
ما يهم كل عراقي الآن هو إنجاز تشكيل حكومة وطنية تدعم حقوقهم وحرياتهم، وتصحح أخطاء الماضي، وتنظر إلى الحاضر بعين الأمل، وتدقق في المستقبل لاختيار الطريق الصحيح، فهناك أجيال ضاقت بها الانتظار، ولا تحتمل حساباتها إضاعة المزيد من أعمارها في اندهاشات من صفقات جديدة لصالح المتلاعبين بمصائرها من خارج البلاد، فليكن الجميع على قدر المسؤولية.
الخبر الثقافي موقع يهتم بكافة النواحي الثقاقية بمختلف مجالاتها وتغطية الأخبار الفنية .