أخبار عاجلة

شيركو حبيب يكتب: لقاء رئيس وزراء كوردستان والرئيس السيسي تأكيد للعلاقات التاريخية

شيركو حبيب يكتب: لقاء رئيس وزراء كوردستان والرئيس السيسي تأكيد للعلاقات التاريخية

حضر دولة رئيس وزراء إقليم كوردستان مسرور بارزاني، إلى القاهرة، مساء السبت، للقاء فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في زيارة تاريخية تؤكد على العلاقات المصرية الكوردستانية وترسخ من جديد لها، على أساس التفاهم المشترك و التعاون على كافة المستويات.
الرئيس عبدالفتاح السيسي، يراه الشعب الكوردي أحد أهم الزعماء العرب الداعمين للحقوق القومية الكوردية، منذ حديثه عنها مع فتاة كوردية، خلال فعاليات مؤتمر الشباب بمدينة شرم الشيخ عام 2019، وقد زار العراق ثلاث مرات، كان يصر خلالها على مخاطبة كافة مكونات البلد وشعوبه، وليس العرب وحدهم، وهو رجل عسكري له دوره المشهود في مواجهة الإرهاب بالمنطقة، تلك الظاهرة التي عانى منها العراق منذ ظهور داعش، ودفع الكورد الكثير من التضحيات لأجل القضاء عليهم في العام 2017.
ومصر منذ أمد بعيد فتحت ذراعيها للكورد الذين استقروا فيها بسلام وأمان وأصبحوا جزءا من تاريخها بعدما تمصروا، ويشهد التاريخ لهم بإسهامات عظيمة أبرزها دور صلاح الدين الأيوبي في تحرير القدس ومواجهة الحملات الصليبية، وكان لمصر في تاريخها الحديث الفضل في إصدار أول صحيفة كوردية على أرض الكنانة عبر مطابع دار الهلال عام 1898، وفي تاريخنا المعاصر استقبل الزعيم العربي القومي جمال عبد الناصر، ملا مصطفى بارزاني في القاهرة مطلع أكتوبر عام 1958، ووجه ببث إذاعي باللغة الكوردية من صوت العرب استمر حتى العام 1968، كما استقبل الرئيس الراحل حسني مبارك في القاهرة الزعيم مسعود بارزاني خلال العام 2006، وخلال مؤتمر ميونيخ للأمن تقابل الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الرئيس مسعود بارزاني قبل أعوام في ألمانيا.
واليوم؛ يزور دولة رئيس الوزراء مسرور بارزاني القاهرة ليلتقي بفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ويبحث سبل توطيد العلاقات و تطويرها بين القاهرة وأربيل على كافة المستويات، فهناك ثوابت مشتركة بين الطرفين ولكلاهما دور استراتيجي في المنطقة، و ممكن لكوردستان أن تستفيد من الخبرات المصرية في مجالات مختلفة، وأن تصبح محل جذب استثمارات مصرية جديدة.
كما يمكن التوسع في منح فرص استثمارية غير تقليدية لرجال الأعمال المصريين في أربيل وبقية مدن الإقليم، حيث حوافز وضمانات استثمار قوية، ومناخ يسمح بالكثير، وثقافة مشتركة بين الشعبين، ومحبة تجمع المصريين والكورد لا حدود لها.
كذلك؛ يطمح الكورد في تقديم تسهيلات أكبر لأبناء جاليتهم في مصر، والطلاب المبتعثين الدارسين في جامعاتها، ولديهم طموح في تحصيل أكبر للعلم على أيدي أكاديميين مصريين وعلماء كبار، وقد تصدرت تجربة الأزهر الشريف في أربيل نجاحات المشروعات التعليمية في التعاون بين كوردستان ومصر.
بالتأكيد؛ فإن هذه الزيارة ستثمر عن تعاون جديد مستمر متطور بين القاهرة وأربيل، ولن تفوت حكومتاها هذه الفرصة التي جذبت اهتمام كافة الأوساط السياسية والاقتصادية في المنطقة، ونأمل أن يحصد الشعبان المصري والكوردي كل ما يتمنيانه من هذا التعاون على الأمدين القريب والبعيد، فلنا هدف واحد.. ومصير مشترك.

*الكاتب صحفي من كوردستان العراق