أخبار عاجلة

سلماوي يفتتح معرض “ليلة فرح” للفنان سامي البلشي بجاليري ضي الزمالك (صور)

سلماوي يفتتح معرض “ليلة فرح” للفنان سامي البلشي بجاليري ضي الزمالك (صور)

افتتح الكاتب الكبير محمد سلماوي، والدكتور محمد البلشي، والناقد التشكيلي هشام قنديل، معرض “ليلة فرح” للفنان سامي البلشي، بجاليري ضي الزمالك، ويستمر لمدة أسبوعين.
حضر الافتتاح عدد كبير من الفنانين التشكيليين والشخصيات العامة، وسط أجواء غير تقليدية وأغاني تراثية تتسم وطابع الأعمال التي يضمها المعرض.
وقال الفنان سامي البلشي : فى معرض”ليلة فرح” ترقص الألوان على إيقاع الضوء، وكما يقول المثل”الموضوع يبان من عنوانه” وهذا المعرض عنوانه “ليلة فرح”، زينت لوحاته قاعة ضى بالزمالك بإحدى وخمسين لوحة، تتنقل بين قاعات المعرض ليس تنقلا جسدى فى المكان بل هو عبور لبوابات زمنية ومكانية نحو حالات شعورية متنوعة، وكل عمل له خصوصية وفكرة خاصة تدعوك للاشتباك مع الروح الإنسانية في أوج تألقها، حيث يتحول الفن من محاكاة للواقع إلى إعادة خلق “لحظة الفرح”، لتعبر عن حالة مستقبلية رأيتها مستشرقا حياة ما بعد الزواج، التى قمت ببلورتها تشكيليا فى الليلة الأولى وتخليدها عبر وسيطي اللون والضوء.
وتابع البلشي: ​في هذا المعرض، تتلاشى الحدود بين “الرائي” و”المرئي”، فاللوحة هنا مرآة تعكس حالات شاهدها الرائى فى المجتمع وربما عاشها هو ذاته، والمرئى يعبر عن حالته المستقبلية التى أراها سعيدة ومبهجة فى لوحات أو غير ذلك فى لوحات أخرى .
واستطرد مخاطبا جمهور المعرض: لا أنظر للون باعتباره صبغة كيميائية، بل يصنع اللون سيمفونية خاصة بها “طاقة” واهتزاز، ففي “ليلة فرح”، لم أختر الألوان لملء الفراغات، بل جعلتها تتحدث عن صخب الحياة المقدس، فالأحمر والبرتقالي (عنفوان العاطفة) تسيطر الألوان الحارة على المشهد، فهي تمثل دماء الحياة التي تضخ في عروق اللوحة، الأحمر هنا ليس لونا للخطر، بل هو لون الحب، الصخب، ودقات الطبول التي نسمع صداها بأعيننا.
والذهبي والأصفر (الوعد والخلود)، فاستخدام التدرجات الذهبية يضفي طابعاً “ملوكياً” ومقدساً على الفرح.
وتداخل الألوان (الانسجام الجماعي) بضربات سكين التلوين المتلاحقة والمتداخلة تعكس فلسفة “الجمع”، ففي الفرح، تذوب الفردية وتلتحم الأرواح، تماماً كما تذوب الألوان المائية أو الزيتية لتشكل نسيجا واحدا متناغماً، تتفاعل به الشخوص مع خلفيات المكان ويذوب الفراغ والأرضيات، فاللون في هذا المعرض هو انتصار “الوجود” على “العدم”، البهجة اللونية هي صرخة حياة في وجه كارهيها، أما الضوء فينبع من الداخل لا يأتي من مصدر خارجي (كالشمس أو المصباح) بقدر ما يبدو وكأنه ينبعث من شخوص اللوحات ومن تفاصيل الاحتفال ذاته، ويواجه الفنان عتمة الخلفية (التي قد ترمز للمجهول أو الليل) بكتل ضوئية ساطعة تتركز في بؤرة الاحتفال.
واستكمل البلشي: الفرح هنا هو “النور” الذي يبدد وحشة الليل، يلعب الضوء على ثنايا الملابس، وحلي النساء، وملامح الوجوه الضاحكة، ليخلق إيقاعاً بصرياً متراقصاً، فالضوء هنا ليس ثابتاً، هو ضوء مهتز، حي، يشارك في الرقص، وقد ركزت على تحويل الضوء الفيزيائي إلى ضوء روحاني يشي بأن لحظات الفرح هي لحظات “تجلي”. فالإنسان حين يفرح يضيء، من هنا كان التركيز على التقاط هذا الوهج الداخلي والإمساك به.
واختتم البلشي، مؤكدا أن فلسفة التشكيل في “ليلة فرح” تعتمد على مبدأ “تراسل الحواس”، فتكرار الأشكال والخطوط المتموجة يخلق إيحاءً بالحركة والرقص. أنت لا ترى أشخاصاً واقفين، بل ترى أطيافاً تتحرك. كما أن كثافة الألوان وتجاورها الجريء يخلق ما يسمى بـ “الضجيج البصري” المحبب، الذي يماثل صخب الاحتفالات الشعبية وعذوبتها في آن واحد.
معرض “ليلة فرح” ليس مجرد توثيق لمناسبة اجتماعية، بل هو رسالة فلسفية بليغة أقول من خلالها إن “الفرح فعل مقاومة”. من خلال بهجة الألوان التي ترفض الانكسار، والضوء الذي يرفض الخفوت، وأنا أقدم وثيقة بصرية تؤكد أن الجمال والسرور هما الجوهر الحقيقي للوجود الإنساني، أغازل حدقات أعين المشاهدين بالدهشة، وأحاول من خلال المعرض التذكير بأن الحياة رغم كل شيء، تستحق أن نحتفل بها بألوان صارخة وضوء لا ينطفي.