أخبار عاجلة

الدكتور نبيل فزيع يكتب: الفن ينهض من جديد: إشراقة المبدعين واحتفاء بالجمال في زمن التحديات

في زمنٍ طالما سُئل فيه عن مصير الفنّ، ها هو الجمال يرفع رأسه من بين ركام التحديات، ليرسم بفرشاة الأمل لوحةً جديدة تُعلن: “الفن لا يموت، بل ينام قليلًا ليعود أقوى.” اليوم، ونحن نشهد احتفالية تخرّج الدفعة السادسة من (المدرسة العربية للسينما والتلفزيون)، تحت قيادة الرائدة الدكتورة منى الصبان والدكتورة غادة جبارة رئس أكاديمية الفنون،
وفى جانب آخر نستمتع بعروض مسرحية تخطف الأبصار مثل “الباروكة” في مهرجان المسرح القومي وندرك أن هناك بصيص نورٍ يتقدّ في نهاية النفق.

السينما تروي حضارةً:

لم تكن احتفالية تخرّج الدفعة السادسة من المدرسة العربية للسينما مجرّد حفلٍ عابر، بل كانت إعلانًا صريحًا بأن اللغة السينمائية” أصبحت لغةً متاحة للموهوبين . بقيادة الدكتورة منى الصبان، تحوّلت المدرسة إلى منارةٍ تُخرّج مبدعين قادرين على حمل راية السينما العربية من مصر إلى العالم. حضور الفنان الكبير حسين فهمي كان شهادةً على أن هذا الصرح يُعيد إحياء التراث الفني مع طموحٍ حديث.

المسرح.. حيث يُولد السحر:

في اليوم السابق، كان جمهور المسرح على موعدٍ مع تحفة “الباروكة”، التي أثبتت أن خشبة المسرح ما زالت قادرةً على هزّ المشاعر وإثارة الأسئلة. هذا العمل، ضمن فعاليات مهرجان المسرح القومي، لم يكن مجرّد عرضٍ، بل رسالةٌ مفادها أن الفن المسرحي، رغم كل التحديات، ما زال ينبض بالحياة.

الاهتمام بالفنون :

بعد سنواتٍ من التراجع، يبدو أن الدولة والمجتمع بدآ يُدركان أن الفنون هي مرآة الهوية وقلاعٌ ضدّ التطرف والجمود. الدعم المُتنامي للمدارس الفنية، والمهرجانات، والمبدعين، قد يكون بدايةً لعهدٍ جديدٍ يُعيد لمصر مكانتها كـ “عاصمة الثقافة العربية”.

لكنّ الطريق لا يخلو من عقبات. فالدعم يجب أن يكون (مستمرًا) لا موسميًا، وأن يصل إلى كلّ الفنون، لا فقط تلك التي تحت الأضواء. كما أن على المبدعين أن يحملوا رسالةً ساميةً تُزيّن الجمال ولا تُفرّغه من مضمونه.

اليوم، ونحن نرى (حفل تخرج دفعة جديدة وجيل جديد من المبدعين ، ونشاهد فى ذات الوقت مسرحياتٍ كلاسيكية بلمسة مصرية وشبابية مبدعة تخطف الروح، نستطيع أن نهمس بثقة: “الفنّ العربي يعود.” لكنّ العودة تحتاج إلى أجنحةٍ من دعمٍ رسمي وشعبي، وإلى مبدعين يُضحّون بالسهل من أجل الخالد. فلنكن جميعًا — حكومةً وشعبًا — سندًا لهذا الصرح، حتى يُكتب للفنّ المصري والعربي أن يلمع مرةً أخرى في سماء العالم.

وكما قال الكاتب الكبير نجيب محفوظ: “الفنّ هو الضوء الذي يُنير الأمم.” فلنحافظ على هذا الضوء، لئلاّ نعود إلى الظلام.

وفى الختام تحية وتقدير واعتزاز للرائدة الدكتورة منى الصبان والدكتورة غادة جبارة والفنان حسين فهمى وفريق عمل مسرحية الباروكة …فلنبدأ الطريق لإحياء الفن المصرى الأصيل.