خلال فترة الحرب الإسرائيلية الإيرانية والتي أدت إلى شلل حركة الطيران في بعض الدول و إغلاق مطاراتها، قامت السفارات العراقية في هذه الدول و كذلك حكومة إقليم كردستان بإجراءات لإرجاع مواطني العراق، وكان الكثير من الناس يشكون من بعض السفارات العراقية في المنطقة، وعبروا عن ذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو القنوات الفضائية.
ولكن؛ كلمة حق يجب أن تقال، فالسفارة العراقية في القاهرة شكلت لجنة، أو قل خلية لإدارة الأزمة بإشراف سعادة السفير الدكتور قحطان طه و عضوية الأساتذة عصام القنصل والدكتور ثامر، و مهند، و سمعان، ومعهم الأستاذ صباح مدير مكتب الخطوط الجوية العراقية في القاهرة، والأستاذ ميثاق مسؤول الخطوط الجوية العراقية في مطار القاهرة، وعملت اللجنة دون كل أو ملل ليلا و نهارا.
كنت على اتصال دائم مع اللجنة لإيصال طلبات العديد من العوائل و الأشخاص خاصة الطلبة لإرجاعهم إلى العراق عن طريق مطار البصرة، وكانوا بكل أمانة وصدق متعاونين، وكنت أتصل بهم في ساعات متأخرة بعد منتصف الليل، وكان لهم دور بارز في إرجاع العديد من الطلبة عن طريق مطار البصرة، ورغم كل هذه الجهود إلا أن بعض أصحاب النفوس الضعيفة الذين لم يتعلموا سوى “لغة الشوارع” استخدموا كلمات وتعاملوا معنا وكأننا أنا والسفارة السبب في هذه الظروف وتلك الحرب التي أغلقت المجال الجوي.
و الحمد لله؛ فقد عادت الأمور إلى حالتها الطبيعية، والطائرة التي كان من المقرر قيامها بنقل عدد من الطلبة الكورد إلى البصرة تغير القرار لتقوم بتسيير رحلتها إلى أربيل مباشرة، وهنا لابد من تقديم الشكر إلى السفارة والقنصلية العراقية بصورة عامة و اللجنة التي شكلت لهذا الغرض بصفة خاصة وقد عمل أعضاؤها بروح وطنية دون تفرقة بين أي مواطن عراقي من ناحية القومية أو المذهب أو الدين.
أتمنى من الحكومة العراقية أن تتعامل مع مواطنيها كافة كما فعلت السفارة العراقية في القاهرة بهذه الروح الوطنية، فلا تخلط الأمور السياسية مع حقوق المواطنين وتتشدد في تعقيد الأمور مع شعب إقليم كردستان الذي أتوجه بالشكر و التقدير لحكومته و شخص دولة رئيس الوزراء ووزير الداخلية و مسوؤلي و موظفي دائرة العلاقات الخارجية و لجنة الأزمات في وزارة الداخلية، لجهودهم في إرجاع المواطنين خلال فترة الحرب.
وهنا لابد أن أشير إلى أن الحكومة التركية لم تمنح الطلبة الكورد الدارسين في مصر تأشيرات السفر، وذلك بسبب حصولهم على إقامة الدراسة السنوية في مصر، رغم اتفاقها مع حكومة الإقليم على ذلك.
حفظ الله العراق وكردستان.. وكفى شعوب المنطقة والعالم ويلات الحرب.