أكد الزعيم الكردي مسعود بارزاني، أن استقرار العراق مرهون بالالتزام بمبادئ الشراكة والتوازن، حماية لاتحاده وفيدراليته.
وقال بارزاني، خلال كلمة ألقاها صباح اليوم الخميس في مؤتمر دمج منظمتي الطلبة والشباب، “إذا أرادت جميع الأطراف السياسية أن يكون العراق مستقراً وشعبه سعيداً، فعليها العودة إلى المبادئ الثلاثة (الشراكة، والتوازن، والتوافق) التي تأسس عليها العراق بعد العام 2003”.
وأضاف: “بعد 2003، سنحت للعراق فرصة ذهبية للابتعاد عن الدكتاتورية، والجميع يعلم أن الكرد لعبوا دوراً رئيسياً في الاستعدادات لما بعد سقوط النظام السابق، وبعد إسقاطه، وبقرار من برلمان كردستان، قررنا العودة إلى بغداد، لبناء عراق جديد، وعلى هذا الأساس توجهنا إلى بغداد، واتفقنا على ثلاثة مبادئ، أساسية لبناء العراق الجديد هي الشراكة والتوافق والتوازن”.
وتابع: “بعد ذلك خطونا خطوات مهمة، ومنها صياغة الدستور، وبكل قوتنا حاولنا، أن نبني العراق على هذا الأساس، أن يكون عراقاً اتحادياً، لأن العراق لم يجن من الدكتاتورية أي شيء، والدكتاتوريات سقطت ولم يبق لها سوى تنكيس الرؤوس، وعلى ذلك، فإما أن نبني العراق على أساس الشراكة والتوازن والتوافق، أو نطبق الدستور الذي يجب أن يكون داعماً وبمثابة القبس لهذا الطريق، حيث يمنح الالتزام بالدستور العديد من المكتسبات للشعب”.
وأكد أنه، “إذا تصور أي طرف أنه يشكل أغلبية وبإمكانه فرض إرادته ، فإن العراق لن يرى الخير أبدا ، ولن تنجح هذه الرؤية بالذات، وإذا عملنا سويا فإننا سنتمكن من مساندة بعضنا البعض و سننجح، لأن العراق وفقاً للدستور بلد متعدد القوميات والأديان والطوائف”، ومن المؤسف عدم الالتزام بالمبادئ الثلاثة، ولا بالدستور”.
ورأى بارزاني، أنه يجب إجراء تعداد شفاف للسكان في البلاد يعتمد القومية والدين والمذهب بعد الإخفاق في تنفيذ المبادئ الثلاثة “الشراكة والتوازن والتوافق”، وتطبيق بنود الدستور في العراق الجديد.
واستهجن بارزاني، تعامل بغداد مع رواتب موظفي إقليم كردستان، حين قال: إن بغداد جعلت من المسألة، وكأن نضال شعبنا وتضحياته على مدى سنوات، وكل نضال القيادات ودماء الشهداء كانت من أجل الحصول على الرواتب، واستطرد: “لو كنا ناضلنا من أجل الرواتب لكانت الحكومات السابقة تقبّل أيادينا”.
وكشف بارزاني أن توجيهات من أطراف داخلية، بالتعامل الذي تمارسه بغداد مع موظفي كردستان، خلال الأشهر الماضية، ووصفها بغير المقبولة بأي شكل.
ومضى في القول: “على بغداد أن تتعامل مع شرعية كيان الإقليم. لقد أُجريت انتخابات في تشرين الأول الماضي، وأظهرت ثقل كل طرف، وإذا أظهر أي طرف عدم اقتناعه بالنتائج، عليهم تقديم شكوى، ما عدا ذلك فهو انتهاك للدستور والشرعية”، مشدداً على وجوب التعامل مع كردستان كإقليم، فإذا كانوا غير مقتنعين بعد بالفيدارلية، “ليخبرونا صراحةً بذلك”.