نعيش في المملكة العربية السعودية في ذكرى يوم التأسيس (22 فبراير) من كل عام برؤوس مرفوعة تعلوها أكفٌ ممدودة شكراً وثناءً لله على مانحن فيه من أمن وإيمان ورخاء وإستقرار وصحة ورغد عيش و نعم كثيرة لا نحصيها فاللهم لك الحمد والشكر وبالشكر تدوم النِعَم.
و منذ أن بدأ بناء هذا الوطن العظيم على يد مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود رحمه الله كانت العقيدة الوسطية منهجًا في الحكم وطريقًا للإصلاح ومحل افتحارٍ بما خصها الله به من رعاية للحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما.
ومع توالي عهود الأئمة والملوك رحمهم الله جميعًا، عبر تاريخ الدولة الأولى والثانية ووصولاً الى الدولة العصرية التي أسسها المغفور له باذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ومن بعده أبناءه الكرام وحتى هذا العهد الزاهر تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين يحفظهم الله وصلت بلادنا ولله الحمد والمنة الى مكانة مرموقة بين دول العالم المعاصر تنمية وازدهارًا في كافة المجالات محققةً بفضل الله مراكز متقدمة في العديد من المؤشرات الاقتصادية والصحية والتعليمية والتقنية.
دولة أعزها الله بالدين الحنيف ثم بهذه العائلة المالكة المباركة التي هي مناّ ونحن منها بمثابة الروح من الجسد والتي نعيش في كنفها ونحن في عز يميّزنا عن بقية مواطني دول العالم ،دولة دستورها القرآن والسنة، اتخذت من العقيدة الوسطية منهجاً وسبيلا ودعمت حفظ القرآن الكريم وطباعته ونشره واعتنت بالمقدسات وشجّعت العلم والعلماء ووفرت الأمن والرخاء واهتمت بصحة المواطن ورفاهيته وطوّعت التقنية لخدمته والأكثر من ذلك أنه وبفضل الله تعالى تقدمت المملكة ومنذ 5 سنوات في مؤشرات عالمية وبقوة كبيره كمؤشر السعادة وسهولة الأعمال والقوة السيبرانية والحكومة الإلكترونية، بالإضافة إلى التقدم الكبير في القوتين الإقتصادية والعسكرية وأصبحت نموذجاً للدولة الحديثة.
وفي هذه الأيام نحتفل في المملكة بيوم التأسيس ليأتي تأكيدًا على عمقنا وإرثنا الحضاري والتاريخي الممتد إلى ثلاثة قرون مضت، وليحفر في أذهاننا ملاحم البطولة والبناء التي قادها أئمة الدولة وملوكها عبر التاريخ لتوحيد دولةٍ مترامية الأطراف عاشت زمنًا من التفكك والفرقة والجهل.
كما أن هذا اليوم العزيز يعيد الى حاضرنا ثقافتنا الأصيلة المتنوعة والزاخرة بالأصالة والتفرد.
حيث نستذكر الماضي بكل أحداثه التي واكبت بناء هذا الوطن وأن نستحضر الواقع الحالي الذي وصلت إليه بلادنا رعاها الله فهو يوم فخر واعتزاز بالماضي العريق والحاضر المزدهر.
من يوالي هذه الدولة وحكامها ببيعة هي واجب شرعي فقد فاز ونال العز وعاش يتقلب في تلك النعم، ومن يعاديها فقد خاب وخسر وأذلَّه الله لخيانته التي تجعله يرتمي في أحضان أعداء هذا الوطن ويتطبّع بطباعهم ويعيش مُشرداً مُهاجراً متنقلاً بين جوع وذعر ويفضحه الله ولا تجد له قبولاً في الأرض وقد أصبح أداة لهم، لأن الله تعالى ارتضى العز والرخاء لهذه الدولة وحكامها ومواطنيها من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها فاللهم لك الحمد دوماً وأبداً وحُق لنا أن نفرح بذكرى يوم تأسيس دولتنا المباركة ونتغنى بما نحن فيه من نعم عظيمة يجب علينا الحفاظ عليها مُقدرين ومُثمنين هذه المبادرة الكريمة من لدن مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير المحبوب محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله تعالى وذلك لتفضلهما بإهدائنا هذه الذكرى الغالية لتكون إضافة لتاريخ دولة العز والفخر والانتماء، دولة الغد المُشرق وفق الرؤية المباركة (2030) فاللهم احفظ هذه الدولة وهذه الأُسرة المباركة الكريمة وأدم عزها إلى يوم الدين ونعاهد الله أن تبقى بيعتهم واجبٌ شرعيٌ في رقابنا مابقينا أبدا وأن نوّرثها أحفادنا.. الله لايغيّر علينا.